فن السؤال

كتبت حنان بدوي بتاريخ 12 إبريل 2020

فن السؤال , لا يعد هذا الفن رفاهية خاصة إذا كنت في موقع قيادي أو كنت متحدثا أو مذيعا في الراديو أو التلفزيون تدير لقاءات وتحاور العديد من الأشخاص, فالسؤال قد يفهم بمعان كثيرة وتكون ردود الأفعال عليه غير متوقعة وقد توقعك بالعديد من المشاكل وقد تكون الإجابة مقتضبة أو غير متوقعة لذا يجب أن تتعلم فن السؤال قبل أن تسأل

أهمية البحث عن السؤال الصحيح

الكثير منا دائماً ما يشغله البحث عن الإجابة الصحيحة .!
و ذلك البحث الدائم عن الإجابات هو أمر فطري، هذه هي الطريقة التي نكتشف من خلالها العالم.
فمنذ الطفولة نسأل، لماذا نفعل كذا؟ وكيف نصل إلى كذا؟ وما سر ذاك وذلك وهذا؟؟
كان الفضول هو المحرك الأساسي لبناء السؤال والإلحاح للحصول على إجابات تستطيع عقولنا البسيطة هضمها والاقتناع بها

ثم تغير الوضع وأصبح لزاماً علينا أن نعثر على الإجابات وحدنا، بل واصبحنا مطالبين بإعطاء الإجابات الصحيحة والمثالية في كثير من الأحيان وإلا أضعنا فرصةً، او فشلنا في اختبار ما.
الإجابة الأفضل في نهاية مقابلة العمل الذى انتظرته طويلاً، الإجابة المثالية لسؤال طفلة ” أين هو الله؟ ”
الإجابة المُقنعة لسؤال إحداهن ” لماذا نحب ؟. وعليك أن تجيب الأن هل هناك ما يسمى فن السؤال ؟

فن السؤال

دائماً ما كان الأمر يعتمد على الإجابة. ولكن ماذا لو كان الأمر يتعلق بالسؤال؟ ليس السؤال فحسب ولكن “السؤال الصحيح” .
في الكثير من مجالات العمل المختلفة يصبح سؤالك سلاحك، ولكي تصيب الهدف يجب أن تتبع القواعد.
تختار السلاح المناسب للمهمة اولاً، تحافظ عليه نظيفاً وجاهزاً، مستعداً و دائماً تتحرى الوقت المناسب لاستخدامه.
في مجال العمل الإعلامي على وجه الخصوص، وان كنت تحاول الحصول على إجابات من جمهور معين، او انك تحاور شخصية هامة في مجال ما فإن ما تسأل و كيف تسأله و ماتتوقعه من إجابات ايضاً هو ما يحدد إن كنت جدير بما تقدم أم أنك مازلت تحتاج إلى تعلم المزيد .

مثال على فن السؤال

-الكثير منا سمع ذلك التوجيه من قبل : لا تسأل سؤالاً مغلقاً ! ، ما هو السؤال المغلق ؟، الذي تكون إجابته بنعم او لا.!  ولكن ماذا لو صغنا السؤال المغلق بشكل صحيح ؟، وماذا لو كانت الإجابة التي نريد تكمن في هذا النوع من الأسئلة ؟؟

في دراسة أجراها قسم إدارة الأعمال “جامعة هارفارد” وجدوا أن الأشخاص أقل عرضة للكذب و الانفتاح على الإجابة عن الأسئلة المغلقة إذا كان من يسأل يفترض افتراضاً سلبياً في سؤاله،
مثل ( هذا العمل سوف يحتاج المزيد من الوقت،أليس كذلك ؟)
بدلاً من افتراضه شيئاً ايجابياً، ( العمل يسير بأفضل شكل، أليس كذلك ؟)
في المرة القادمة عند استعمال هذه الطريقة في المواقف التي تتطلب سؤالاً مغلقاً سيشعر المجيب أنه لا يتم استجوابه من قبلك، سيشعر براحة أكبر للإجابة.

انتبه عند توجيه الأسئلة

– الشيء الآخر الذي يجب الانتباه له عند توجيه الاسئلة، سواء كان ذلك السؤال مكتوباً او موجهاً لشخص يجلس أمامك… أسأل دائماً اسئلة يستمتع المجيب بالإجابة عليها وتجعله يرغب في مشاركة الإجابة ولتحقيق ذلك..
عند طرحك لسؤال ما ولنفترض انه موجه لجمهور صفحات التواصل الاجتماعي “مكتوباً”، اجعله موجهاً لشخص واحد فقط.
بمعنى” أن يشعر كل قارئ لسؤالك أنك تحدثه هو فقط وتهتم لإجابته هو بشكل خاص”
مثل، ” ما رأيك؟ ، ما الذي قد تفعله إذا تعرضت إلى كذا؟ ، متى احسست انك ..؟، ماذا كان رد فعلك على ذلك ال..؟ ”
بعد شعوره باهتمامك بإجابته، دعم ذلك الشعور بجعل السؤال “مشوقاً” يجعله يفكر او حتى يتخيل الإجابة. “قصيراً”، وذلك بأن يكون بسيطاً لا يحتوي على أكثر من سؤال في سؤال واحد .”غامضاً بعض الشيء”، فلا يكن سؤالك به تلميحاً للإجابة أو المعلومة او الموضوع الذي تخطط للحديث عنه معه.
ففي النهاية انت تريد ان تحقق هدفين من سؤالك ، ان تتعلم شيئاً و تضيف لعقلك وموضوعك إجابات قد
تثري حقاً ما تقدم. وان ينال ما تقدمه انطباعاً جيداً.

* تذكر أنه مهما كنت على قدر من العلم بالموضوع الذي تطرحه والإجابات التي تتوقع الحصول عليها فاحترم دائماً وابداً عقلية المجيب..واستخدم فن السؤال ولا تحط من قدر ذكائه او عقله، ولا تتبع الأسئلة الساخرة المفرطة التي قد تصيبك في مقتل.!

– وذلك يقودنا إلى الخطوة التي قد تلغي ذلك الإنطباع الذى تسعى للحصول عليه، وهي عدم استخدامك ل “النغمة الصحيحة” لطرح السؤال.
وتفسير ذلك بسيط جداً، السؤال المطروح بشكل غير رسمي أو بشكل (كاچوال) يجعل المجيب أكثر قرباً منك و استعداداً وراحة للإجابة على سؤالك، بدلاً من النبرة الرسمية  التي يعتقد البعض أنها تضفي “احتراما” أكبر وتقديراً للمجيب، وذلك ليس صحيحاً في كل المواقف او الموضوعات.
” النغمة الرسمية” بشكل مفرط  تمنع رغبة الناس في مشاركة المعلومات التي تسألهم عنها. والعكس صحيح ، الغير رسمية تمنح الاشخاص الإحساس بأنهم مرتاحون أكثر ويستطيعون حتى قول أكثر من رأي ومناقشته للنهاية.

ملاحظة أخيرة

– أخيراً.. قد تأتي هذه الملاحظة في النهاية ، ليس لأنها الأقل أهمية. لكنها في الحقيقة “الورقة الرابحة” . 
استخدامك اللغة بشكل صحيح إملائياً إذا كان سؤالك مكتوباً و لفظياً إذا كان مقروءاً هو أساس كل ماسبق
سواء استخدمت العربية او الإنجليزية فهناك دائماً برامج وتطبيقات يمكنها مساعدتك على الكتابة والنطق بأفضل شكل. تخيل انك اخترت النغمة الصحيحة و اعطيت الانطباع الأروع و استخدمت سؤالاً مشوقاً واستخدمت نوع السؤال الصحيح مفتوحاً كان او مغلقاً ثم كتبته بشكل غير مفهوم أو نطقته بشكل غير صحيح !

سوف تحتاج بعدها يا صديقي للكثير من العمل على اسئلتك، أليس كذلك ؟ 

• نعم 
• لا
• إلى حد ما

 

   Resources

–Harvard Business School
-Research information written by: Alison Wood Brooks, an assistant professor at Harvard Business School.
– Leslie K. John,  an associate professor of business administration at Harvard Business School.

مراجع مقال فن السؤال الصحيح

تعلم المزيد في أكاديمية الراديو 90s FM