الارتجال التلقائي

ما معنى الارتجال ؟

الارتجال التلقائي هو الأداء بدون التقيد بنص محدد, وعلى المؤدي اختيار الكلمات والألفاظ المناسبة والتعابير والاستشهادات التي تخدم ما يعرضه من أفكار حسب شرائح الجمهور المستهدف ونوع الأداء المرتجل, فيجب ان نضع في الحسبان أن الارتجال في الحكي للأطفال يختلف عنه للمراهقين يختلف عن الشباب او الناضجين أو كبار السن

بمعنى أدق يمكننا القول أن الارتجال التلقائي يعتمد على خبرات المرتجل وفصاحته وحصيلته اللغوية والثقافية وقدرته على التعبير عن ما يجول بخاطره وإقناع الناس به

أيضا يجب مراعاة أنواع الارتجال التلقائي فهو ليس نوعا واحدا, بل يختلف باختلاف الفن الذي يؤديه المرتجل, ارتجال التمثيل المسرحي مثلا يختلف عن الارتجال التلقائي في العزف أو الغناء والرسم يختلف عن ارتجال المذيع او الخطيب.

يعرف أيضا الارتجال التلقائي عموما في المعجم على أنه الفَوْضَى فِي العَمَلِ بِلاَ اسْتِعْدَادٍ وَلاَ تَحْضِيرٍ, ولكن لا ننصحك بتجربة هذا لانه سيتسبب في المزيد من الفوضى

لماذا يجب تعلم هذه المهارة ؟

لا بد أنك لاحظت في نقاشك اليومي مع المخالطين لك أنك تحتاج إلى التعبير عن أفكارك بشكل منظم, فلا يمكن تصور مديرا يعطي أوامره للموطفين من خلال نص مكتوب, أو ممثلا مسرحيا يمسك بورقة لكي لا ينسى النص أو مذيعا يعتمد على القراءة

فالقراءة تحرم صوتك من التلون بشكل مناسب لما تقوله, فيخرج صوتك أحادي النغمة غير واضح ويسبب إنصراف انتباه المستمعين لك بسبب الملل من أسلوبك في القراءة

قد تضطر أيضا أثناء الغناء أو التمثيل على خشبة المسرحي او  في برنامجك الإذاعي أو خطبتك أمام الناس إلى الخروج عن النص أو تغيير الموضوع كلياَ لظرف طارئ, أو للتعليق على سؤال أحدهم أو كلمة قالها, ولن يسعفك هنا إلا قدرتك على ممارسة الارتجال التلقائي.

تمرين فعال من ٣ مستويات

 

• حدد الفكرة
  

  حدد فكرتك بوضوح ثم أغمض عينك وافرغ كل ما في ذهنك من أفكار, وركز فقط على الفكرة الأساسية وتذكر مشاهد وأحداث ومواقف من حياتك قد تخدم موضوع الفكرة التي تتحدث عنها, او قم بتاليف واحدة, ولا تكذب وتقول أنها حدثت معك بل افترضها كفرضية لبداية الحديث.

• ثقف نفسك
  

  فكلما زادت ثقافتك وتعددت مصادرها كنت أقدر على إيجاد ما يناسب ما تقوله من استشهادات, والثقافة هنا لا تتوقف على قراءة الكتب, فاستماع الموسيقى هو ثقافة المطرب, ومشاهدة الافلام والمسرحيات والاطلاع على أعمال الأدب العالمية هي ثقافة الممثل والتعمق في الفلسفة وعلم النفس ودراسة اهتمامات الناس هي ثقافة المذيع, فأيا كان ما تود التكلم فيه ثقف نفسك فيه جيدا

• حضر إحساسك

  جيدا بما يتناسب مع ما ستقوله, فالناس تملك مشاعر يجب أن تخاطبها كما تخاطب عقولهم, المشاعر هي المفتاح الرئيسي للنفس, حاول أن تلمس قلوبهم بإحساسك.

• الكلمات الدليلية

  ” الكلمات المفتاحية – keyword ” بعد أن استحضرت بعض المشاهد من حياتك, وبعض المعلومات أو الأفكار أو الأخبار حاول وصف كل فكرة, أو معلومة أو مشهد بكلمات بسيطة مباشرة, ثم قم بترتيبها الترتيب الصحيح لعرض الفكرة, في البداية وأثناء التدريب؛ قد تحتاج إلى ورقة صغيرة لكتابة هذه الكلمات لتعينك أثناء تدريبك على تذكر ترتيب عرض الفكرة, ولكن احذر أن تكتب جمل وتقرأها كلمة بكلمة فالكلمات الدليلية لتذكيرك أنت فقط, ولا يجب أن تنطق كما هي للجمهور.

مارس هذا التمرين يوميا

ربع ساعة على الأقل ” 15 دقيقة ” في أي مكان لا يجب أن يكون هناك طقوس ثابتة فيمكن ان تفعل ذلك أثناء قيادة السيارة او قبل النوم أو أثناء تحضيرك للقهوة في أي وقت وكلما زاد هذا الوقت كلما زادت مهارتك و قدرتك .

1. المستوى الأول

   اختر موضوع مختلف كل يوم وتحدث فيه مع نفسك, على أن يكون التمرين بصوت مسموع فيتمرن جَرْسك وصوتك أيضا.

2. المستوى الثاني

   من هذا التمرين أن تلزم نفسك أن تمارس هذا التمرين أمام صديقك المقرب وحاول أن تلاحظ علامات تاثره بما تقول وحضر مجموعة من الاسئلة اطرحها عليه بعد ارتجالك لتضمن أنه فهم كل ما تقوله وتختبر بذلك قدرتك على توصيل فكرتك.

3. المستوى الثالث

   من هذا التمرين وهو أن تلزم نفسك أن تقدم عرضا أمام زملائك في العمل وانتهز الفرص المتاحة, فلو كان هناك حفل للشركة او عرض تقديمي حاول ان تقنع مديرك أنك ستقوم بعمل العرض على أكمل وجه

مبادئ هامة للإرتجال

على الرغم من أن الكلام هو أكثر شيء يمكن لك القيام به خلال يومك، إلا أن فكرة التحدث أمام الجمهور، قد تسبب لك الكثير من التوتر والانفعال.
لذلك سأقدم لك مجموعة مبادئ عليك تطبيقها لتكون متحدثا بارعاً :

أولاً: مبدأ الاهتمام

هذا المبدأ سيجعل منك محاضراً مميزاً ومحبوباً لدى جمهورك، مثلاً لو طرح أحد الأشخاص سؤالاً ما، قم بالإجابة على سؤاله مع تطبيق التواصل البصري، أي أن تجيب على سؤاله وأنت تنظر إليه، هذا سيشعره بأنك مهتم بالإجابة على سؤاله إضافة إلى أنه سيمنحك سهولة تدفق المعلومات.

ثانياً: كن صادقاً

كن صادقاً مع نفسك ومع غيرك هذا سيجعلك أكثر انفتاحاً وأسرع تعلماً، وسيبين لك أخطائك وبالتالي تتفاداها أثناء حديثك التالي أمام الجمهور.

ثالثاً: اعرض خبراتك

حاول أن تعرض خبراتك على جمهورك وأن تعلمهم من خلال مشاركتهم لتجاربك، قدم لهم النصائح وساعدهم على تجاوز العقبات، هذا سيعمل على تسهيل الارتجال عليك، فأنت بالنهاية تقدم لهم خبرة حية من تجاربك الخاصة وبالتالي لا تحتاج للكثير من التفكير والحبكة الدرامية.

رابعاً: سيطر على انفعالاتك

أي أن تعترف بخوفك من التحدث أمام الجمهور، من خلال الآتي:
اصطنع بيئة مماثلة للبيئة التي ستقوم بالارتجال فيها, ثم اطرح موضوعك أمامهم, والخطوة الأخيرة هي التدريب المستمر الذي سيؤدي بك إلى التخلص من الخوف تدريجياً.

خامساً: جسدك أيضا يتكلم

انتبه جيداً للغة الجسد أثناء القائك للكلمة، وحاول إتقانها، فهي تمثل 55% من الإلقاء الإرتجالي، ويعول عليها كثيراً، فمن الخطأ أن تتحدث عن الحب مثلاً وأنت غاضب، وهذا ما يسمى بلغة الجسد.

إلى هنا أكون قد تحدثت معك عن معنى الارتجال ؟ ,وأهمية تعلم هذه المهارة, وأضفت لك تمرين إحترافي من ثلاث مستويات
طبقها وستجد نفسك قادرا بإذن الله على الارتجال ايا كان ما ستؤديه

تحياتي

يوسف الدالي

تابع بعض شروحاتي على يوتيوب