السيطرة على الغضب و 10 نصائح في إدارة الغضب لصالحك

فن إدارة الغضب والتحكم في النفس

قد يكون الحفاظ على أعصابك تحت السيطرة باستمرار أمرًا صعبًا, ولكن عليك أيضا أن تبقى هادئا في الكثير من المواقف حتى لا تخسر الكثير , لا اقصد هنا المال ولكن قد يكون أشخاص مقربون أو قد تكون سمعتك لو كنت من الشخصيات الإعتبارية أو كنت من العاملين في مجال الإعلام أو الفن, فالغضب لا يزيد الهيبة كما يظن الكثير من الناس و لكن يجعل صورة الغاضب مهتزة أمام من يتابعه لفشله أولا في السيطرة على الغضب .
لذا يجب عليك أن تبقى هادئا وتدير غضبك بذكاء مهما كان حجم الهجوم أو الضغوط التي تمارس عليك, على الأقل أمام جمهورك ولا مانع من الإنهيار والفضفضة فيما بعد لشخص مقرب, وهناك العديد من الطرق والحيل التي سنناقشها في هذا المقال لتزيد من قدرتك على إدارة الغضب .

ما هو الغضب؟

الغضب هو حالة عاطفية يدخل فيها الإنسان عند مواجهة بعض المواقف التي لا تروق له, إجمالا الغضب هو شعور طبيعي وصحي جدا ولكن من المهم أن نتعامل معه بطريقة إيجابية تعرف بـ ” إدارة الغضب “. وتأكد أن الغضب الخارج عن السيطرة يؤثر سلبا على صحتك وعلاقاتك بالآخرين, أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ” أي من يتقن السيطرة على الغضب

مراحل الغضب

تتراوح درجات الغضب ما بين الانزعاج الخفيف وصولاً إلى الغيظ والسخط الكبير, ومعرفتك للمراحل التي يمر فيها جسمك وقت الغضب لا شك أنه سيساهم بشكل كبير في السيطرة على الغضب
قدم علماء النفس العديد من الأبحاث الخاصة بالسيطرة على الغضب نذكر منها بحث دكتور تشارلز سبلبيرغ عن مراحل الغضب والذي أكد أن الغضب شعور كأي شعور آخر ولكن ترافقه تغيّرات فسيولوجية وبيولوجية
فعندما نشعر بالغضب تزداد وتيرة التنفس والتي يتبعها سرعة في ضربات القلب التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم وشد العضلات، كذلك الحال مع هرمون الأدرينالين والنورادرينالين الذي يزيد من طاقة الجسم بشكل ملحوظ هذه هي مراحل الغضب الأساسية, ولكن هل يمكن السيطرة على الغضب والتحكم فيه.

أنواع الغضب

هناك العديد من الأنواع وضعها علم النفس لتصنيف الغضب ودرجاته وهي :

• الغضب طويل المدى “المزمن” والذي يدفع عادة للإنتقام
• الغضب عند الانتقاد
• غضب المزاج المتقلب
• الغضب السلبي
• غضب القهر
• الغضب اللفظي

السيطرة على الغضب

سأسرد في ال 10 نقاط التالية حيل وطرق بسيطة لإدارة الغضب والسيطرة عليه , فاقرأها وحاول أن تطبقها

ولكن أولا عليك أن تجيب لنفسك على الأسئلة التالية :

• هل ينفعل بشكل مبالغ فيه عندما لا تسير الأمور كما خططت لها ؟
• هل تشعر بالغضب عندما يقطعك شخص ما في حركة المرور؟
• هل يرتفع ضغطك عندما يرفض طفلك تنفيذ أوامرك ؟

هل أنت على استعداد للسيطرة على غضبك ؟ ابدأ بالتفكير في هذه النصائح العشر لإدارة غضبك

فكر قبل أن تنطق

لحظة الغضب، من السهل أن تقول شيئًا تندم عليه لاحقًا. لذلك يجب أن تفكر جيدا في كل كلمة تنطقها, هذا الأمر مفيد لأنه سيجعلك تبطئ من سرعة كلامك و سيسهم في تهدئتك تدريجيا, لذا خذ بضع لحظات لتجميع أفكارك قبل قول أي شيء واسمح للآخرين أيضا بفعل الشيء نفسه, وفكر جيدا فيما يقوله الغير ولا تأخذ كل كلمة على نفسك في المطلق فقد يكون الطرف الاَخر غير مدرب على التفكير قبل أن يتكلم, وحاول أن تركز على ما يغضبك بشكل منطقي وأوصف إحساسك قدر المستطاع.

لا تنتقد أو تلوم

تكون الأجواء مشحونة عادة في أوقات العمل الحرجة كبرامج الهواء في الراديو أو التلفزيون, لذا يجب أن يمتلك المذيع القدرة على السيطرة على الغضب فلا مجال لإلقاء اللوم أو الإنتقاد لانه عادة لا يؤدي إلا إلى زيادة التوتر وإفشال الحلقة, حاول وقت الغضب أن تتحدث عن ما كنت ترجوه أن يحدث كأن تصف شعورك تجاه فعل الطرف الآخر بكل إحترام
فلو تأخر الضيف عن موعد الحلقة يمكن أن تقول ذلك ” أشعر بالضيق لأنك تأخرت على موعدنا خاصة بعد أن أكدت عليك موعد الهواء “.
يلجأ البعض عادة في الإختباء وراء وجه غاضب للتغطية على مشاعر أخرى كالخوف أو الجهل أو الخجل والضعف. و ينطبق هذا الأمر عادةً على الأشخاص الذين لم يأخذوا الفرصة الكافية والتشجيع الكافي للتعبير عن مشاعرهم في مرحلة الطفولة, قد يحدث هذا أيضا في مواقف مختلفة فابحث جيدا وراء غضبك، وحاول أن تعبر عن ما تشعر به حقًا. بمجرد أن تفعل ذلك سيصبح من السهل عليك أن تعطي الأمور حجمها الطبيعي ولا تضخم الأمور.

بعد أن تهدأ، عبر عن خيبة أملك

بعد أن يهدأ الموقف قليلا، عبر عن خيبة أملك و إحباطك بكلمات صادقة حازمة غير صدامية . اذكر ما تخشى أن يحدث أو ما حدث لك من ضرر نفسي أو مادي تجاه تصرف معين, وعبر عن ما تحتاجه بوضوح وبشكل مباشر، دون أن تجرح أحد أو تحاول السيطرة عليه, ركز في إنفعالك فقط, ولا تحاول إعطاء الأمور حجم أكبر من حجمها الطبيعي هذا سيساعدك في السيطرة على الغضب .

قليلا من البساطة تصلح الأمور

حاول أن تقلل من حدة التوتر بأن تستخدم قدرتك على الفكاهة او الخروج عن الموقف بكلمات غير متوقعة كأن تصف مدى فتصنع مفارقة كوميدية تجعل الإبتسامة تذيب هذا التوتر
قال لي صديق ذات مرة أنه أنهى مشاجرة مع حارس عقار رفض أن يجعله يصف سيارته بالقرب من بيته وظل يصرخ بشكل متصاعد دون أي انفعال أو مقاطعة من صديقي حتى تعب حارس العقار و لم يعد هناك ما يقوله فسكت , حينها طبق صديقي أحد أهم قواعد السيطرة على الغضب و فاجئه قائلا قال ” هل تناولت غدائك اليوم !؟ ” فانتهى الموقف فورا بالضحك من الطرفين وتحولت العلاقة لمودة
تخيل لو امتلك قدرة السيطرة على الغضب وفاجأت صديقتك بوصف مدى جمالها عندما تغضب, أو مدى حبك لطفلك العنيد عندما يزعجك وعدم رفضك له, أو مدى صدق صديقك الغاضب وقبولك له في كل الأحوال, أو اطمئنانك على سائق السيارة التي احتك بسيارتك, كلها أمور غير متوقعة من شخص غاضب لا شك أنها ستساهم في السيطرة على الغضب, أطلق خيالك وأخلق طرق جديد.
ستنتهي أمور كثيرة لو نظرت إليها ببساطة استخدم الفكاهة لمساعدتك على مواجهة ما يغضبك ولكن تجنب السخرية فقد تؤذي المشاعر وتجعل الأمور أسوأ.

المجهود البدني وتفعيل المنطق

يتمتع الرياضيون عادة بقدر كبير من الاتزان النفسي والسلام الداخلي فالرياضة والنشاط البدني عموما يشعر الإنسان بالسعادة والرضا عن النفس ويقلل بالتبعية التوتر الذي قد يسبب لك سرعة الغضب. إذا شعرت بصعوبة في إدارة الغضب ، فحاول أن تعدل وضع جسمك لوضع أكثر استرخاء, أو كما نصح الرسول عليه الصلاة والسلام لمن غضب أن يغير حاله، فإن كان جالسًا قام واضجع، وإن كان قائمًا مشى, أي قم بنشاط بدني ولو بسيط لتفعيل للتخلص من سيطرة المشاعر السلبية وتفعيل المنطق وإعطائه الفرصة ليلحق بمشاعرك
كذلك يمكنك أن تقوم بعد أرقام من 1 إلى 10 ببطء ” في سرك ” قبل قول أو فعل أي شيء، فالتصرف بتسرع قد يجعلك تأخذ قرار تندم عليه لاحقًا أو القيام بشيء يسبّب ضررًا لا يمكن إصلاحه.

أجلس مع نفسك واسترح قليلا

الجلوس مع النفس بعيدا عن الناس قد تكون أهم فترات الراحة التي تقضيها حتى ولو كانت قصيرة, فاحرص عليها وحاول أن يكون ذلك خلال اليوم الذي تشعر فيه بالتوتر. فلا شك أن لحظات قليلة من الهدوء ستجعلك مستعدا بشكل أفضل للتعامل مع ما هو قادم وسيؤخر بشكل كبير سرعة غضبك من الأمور البسيطة, اختر ركنا هادئا في العمل أو في المنزل واسترخي وأغمض عينك ولا تفكر في شئ فقط اهدأ.

تعلم أن تسامح وتغفر

نحتاج جميعا للنضج الكافي الذي يجعلنا نلتمس الأعذار ونسامح الآخرين على أخطائهم, فالتسامح والغفران طاقة قوية وأداة من أدوات إدارة الغضب, وهي لا تصنف ضعفا ولكن تضاف لرصيدك و قدرتك على السيطرة والتحكم في النفس, إذا سمحت للغضب والمشاعر السلبية الأخرى بأن تطرد مشاعرك الإيجابية ، فقد تجد نفسك مقهورة تشعر بالظلم, وقد يدفعك ذلك إلى الإنتقام. ولكن إذا كنت تستطيع أن تسامح شخصًا أغضبك ، فقد تتعلم من الموقف وتقوى علاقتكما, أو على الأقل ستقوى قدرتك على التحكم وضبط النفس.

اقترح حلاً للمشكلة

يعمل المؤثرين دائما على البحث عن حلاُ لكل مشكلة لا مشكلة في كل حل لذا حاول التركيز على حل المشكلة المطروحة بدلا من التركيز على ما أغضبك.
لفهم بعض الحلول والحيل النفسية التي يمكن أن تستخدمها في السيطرة على الغضب
مثال 1 هل يزعجك خروج ضيفك عن سياق الحلقة ؟ حاول أن تبدي اهتماما لما يقوله وذكره بموضوع الحلقة بلطف.
مثال 2 هل العمل لا يسير على أكمل وجه ؟ حاول أن تجد الخطأ وابحث عن حل لضمان عدم تكراره
مثال 3 يكرر من حولك نفس الأخطاء بصورة دورية ومزعجة ؟ ناقش تأثير ذلك على نفسيتك وعواقب الاستمرار فيه على علاقتك بهم وتذكر أن الغضب لن يصلح أي شيء وقد يزيد الأمر سوءًا
إدارة الغضب هي جهاد للنفس وهي أشد من الجهاد في الحرب, فاصبر وحاول أن تبحث عن حلول دائما.

التنفس ببطء والاسترخاء

عندما تغضب حاول استخدام مهارات الاسترخاء المتعددة كتذكير نفسك أن كل المشاكل تمر المهم أن لا تخسر شخصا او أن عليك أخذ الأمور ببساطة , يمكنك أيضا ممارسة تمارين التنفس العميق أثناء الاستماع إلى كلام الشخص الآخر، أخرج نفسك من الموقف بالتفكير في شئ يطمئنك.
بعيدا عن مواقف الشجار يمكنك الاستماع إلى موسيقى هادئة أو كتابة مشاعرك في دفتر مذكراتك هذه العادة تجعلك ترى الأمور من منظور أوسع ومع الوقت ستزيد قدرتك على رؤية المشهد والتسامح أكثر, تحدث مع نفسك ودرب نفسك على المواجهة والثبات الإنفعالي. حتى لو لم تستطيع أخذ الوقت الكافي للتنفس، فإن مجرّد التوقف للحظة وأخذ نفس عميق ثم طرده ببطء ستساعدك على الاسترخاء وتعطيك وقتًا إضافيًا للتفكير فيما يحدث أمامك ولا شك أن هذه اللحظة ستجعلك تفكر فيما يجب أن يقال للخروج بأقل خسائر ممكنة.

اطلب المساعدة في الوقت المناسب

يعتبر فن إدارة الغضب تحديًا وجهادا للنفس فهو من أصعب الأمور التي يعلمها الإنسان لنفسه ولكن لا مانع من طلب المساعدة في مشاكل الغضب إذا كان غضبك خارج عن السيطرة أو تخشى أن يجعلك أن تفعل أشياء تندم عليها مستقبلا أو يدفعك لأذية من حولك أو الإنتقام منهم, حاول أن تتحدث مع صديق أو شخص قريب منك للتنفيس عن مشاعرك السلبية المتراكمة بداخلك مع كل موقف تتعرض له , تحدث و أفرغ شحنة الغضب أثناء الحديث, أو استعن بطبيب لمساعدتك في ذلك خاصة لو كنت في بداية طريق السيطرة على الغضب.

أسباب الغضب

يمكن أن يكون وراء نوبات الغضب الشديد أسباب داخلية، مثل أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري والجوع والألم وبعض التغيرات الهرمونية، وأيضا الوصول إلى سن اليأس بالنسبة للنساء، وعند انتهاء مفعول المسكنات أو المخدر وبعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق، وكذلك إعجاب الشخص بنفسه يمكن أن يصيب بنوبات الغضب الشديد، وعدم إعجابه بأي شيء حوله، والمزاح المفرط مع الآخرين.
كذلك يؤدي الحرص المبالغ فيه إلى نوبات من الغضب، ويمكن أن يكون وراء نوبات الغضب الشديد أسباب خارجية، ومنها المشاكل بصفة عامة تثير قدرا من الغضب، ويختلف تعامل كل شخص معها مثل المشاكل الزوجية والعائلية، ومشاكل العمل والدراسة والمشاكل القانونية والمالية، ويمكن أن يكون وراء الغضب الإحباط من الظروف المحيطة وقلة التشجيع وعدم الاهتمام، وأيضا ضعف السيطرة على الانفعالات، وكذلك تصيب نوبات الغضب البعض بسبب أمور تافهة، مثل مكالمات هاتفية بالخطأ من الآخرين، أو عدم العثور على شيء يبحث عنه.
هناك العديد من المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى انفعالات الغضب، فيمكن لشخص أن يتقبل موقفاً دون انفعال، وشخص آخر يغضب من نفس الموقف، وذلك حسب الثقافات التي تربى عليها، وأيضا يمكن أن يكون للوراثة دور في حدوث الغضب، فبعض العائلات تتميز بسرعة الغضب، كما أن المستوى التعليمي والثقافي والحضاري له أدوار في حدوث الغضب.

طباع البشر في الغضب

تتعدد المواقف والأسباب والغضب ليس واحدا فلكل إنسان طبعه الخاص وقت الغضب ولكن يمكن حصر وتصنيف أغلب البشر في هذه التصنيفات الأربعة فياترى من أي نوع قد تكون أنت وقت غضبك ؟

1. سريع الغضب / سريع الرضا
   لا يملك القدرة على السيطرة على الغضب ولا يتحكم في نفسه، ويتصف بالغضب السريع وغير المبرر ويتخلص منه في وقت قصير.
2. سريع الغضب / بطيء الرضا
   وهو شخص يغضب لأتفه الأمور، ولا يقبل بمحاولات الطرف الأخر أو يرضى بسهولة لذلك تجده غير محبوب.
3. بطيء الغضب / سريع الرضا
   يتمتع هؤلاء الأشخاص بقدر من الثقة بالنفس والوعي الكافي لتجاهل صغائر الأمور فهم لا يغضبون سريعا كما لديهم قدرة خاصة على التحكم وإدارة الغضب وهم أفضل الأشخاص، حيث يتميزون بالهدوء ويتعاملون مع المشاكل بالحكمة، ويغضبون في بعض الأحيان لكن سرعان ما يعود كل منهم إلى طبيعته سريعًا.
4. بطيء الغضب / بطيء الرضا
   بمعنى شخص لا يغضب من أي شيء لكنه إذا غضب يقاطع الطرف الآخر فترة طويلة.

تأثير الغضب على جسمك

قد يستهين البعض بعدم السيطرة على الغضب وما يتبعه من بطاقة وما يمكن أن تسببه من ضرر بالغ لأجهزة الجسم كالقلب والأوعية الدموية والدماغ والجهاز التنفسي والهضمي.

أثر الغضب على القلب

أول الأعضاء تأثرًا بنوبات الغضب هو القلب، حيث تتسارع ضربات القلب لتتجاوز حدها الطبيعي، وهو ما يمكن أن يؤدي للإصابة بالنوبات القلبية أو الجلطات، نتيجة زيادة إفراز بعض الهرمونات حيث يحدث ضرر كبير لعضلة القلب، لأن نسبة الهرمون الخاص بالاستجابة للضغط والتوتر ترتفع بدرجة كبيرة، والهرمون الخاص باستثارة الخلايا العصبية يزيد بمقدار أربعة أضعاف النسبة الطبيعية، وزيادة هذين الهرمونين على المدى البعيد تؤدي إلى ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين.
ومن الأضرار أيضا حدوث ارتفاع في ضغط الدم بسبب الغضب، نتيجة قيام القلب بضخ كميات أكبر من الدم عن المعتاد، وهو حمل زائد على الأوعية الدموية، وبالتالي يرفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب، والتي تنتج عن ارتفاع ضغط الدم المستمر.

أثر الغضب على الدماغ

كما يسبب الغضب أيضا زيادة نبضات الأوعية الدموية في الدماغ، وهو ما يقود إلى الإصابة بالصداع الحاد، كما أن الغضب يؤدي إلى انقباض بعض العضلات في الدماغ والرقبة، وهو ما يجعل الشخص الغاضب يشعر وكأن هناك حزاما مشدودا حول رأسه.
وفي بعض الحالات القليلة من نوبات الغضب الشديد يمكن أن تحدث سكتة دماغية، وذلك عندما تتمزق الأوعية الدموية مما يعيق إمدادات الدم إلى جزء من الدماغ.

تأثير الغضب على الجهاز التنفسي

كما عدم السيطرة على الغضب في أوله قد يجعل الأمر يزداد سوءا خاصة مع المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والذين لا يستطيعون التنفس بشكل سهل عند نوبات الغضب الشديد، وهو ما ينعكس سلبا على حالتهم الصحية حيث تؤدي نوبات الغضب غير المتحكم بها إلى اضطرابات في بعض هرمونات الجسم، التي تسبب مشاكل خاصة بالنوم، وفي حالة عدم حصول الجسم على الراحة اللازمة يكون عرضة لمشاكل صحية كبيرة

تأثير الغضب على الجلد

مع الاستمرار في عدم القدرة على السيطرة على الغضب تظهر التجاعيد المبكرة على الجلد بسبب الغضب الشديد الذي يقلل من إنتاج الكولاجين الطبيعي المهم للبشرة، كما أن الغضب يجعل الجسم يفرز هرمونات تزيد من إنتاج الدهون التي تسبب ظهور الحبوب، وتسهل تسلل المواد المسببة لحساسية الجلد.

أما على الجانب النفسي

تظهر مع نوبات الغضب غير المتحكم بها أعراض مميزة، فيتغير التنفس ويبدأ الجسم بالارتعاش وتزداد ضربات القلب، ويحدث ارتفاع في ضغط الدم وتغيرات في هرمونات الجسم.
ويمكن أن يصمت الإنسان الغاضب أو تزداد سرعته في الكلام، ويصاحب كل ذلك توتر وشد في العضلات، كما يشعر بالقلق والاكتئاب، ويقل شعوره بالرضا عن نفسه أو إحساسه بالأمان، ويتحول سلوكه إلى العدوانية، ويكثر من الشكوى وإبداء آراء سلبية، ويمكن في كثير من الحالات أن يفقد القدرة على النوم.

 

تحويل قوة الغضب إلى قوة للتغيير الإيجابي

لا شك أن المشاعر السلبية مرتبطة بالغضب ولكن هناك فرصة لتغيير هذه المشاعر إلى طاقة إيجابية بتطبيق خطة الخطوات العشر وهي ببساطة :

• اعقد هدنة مع غضبك, لا تترك غضبك من موقف عابر أثناء ذهابك للعمل يحملك بطاقة سلبية تخرج في وجه جمهورك وتذكر دائما أن هذا الجمهور ليس له يد في إغضابك.
• اصنع رابط بين الغضب والحب.
• حدد نقاطك الحساسة بوضوح التي لا تسمح للغير بإختراقها أو العبث معها, و عادة ما ستكتشفها بالتجربة والتركيز في ما يثير غضبك دائما, وغالبا ستكون مرتبطة بمخاوفك أو بإحتياجات كالإحساس بالأمان.
• احكي قصتك, عبر عن نفسك واحكي ما يمكن قوله من قصتك, لا بغرض كسب تعاطف الأخرين ولكن حتى يفهموك ويقدروا ردود أفعالك.
• كن جيداً في التعامل مع الحزن, ولا تعطه أكبر من حجمه ومع الوقت واكتساب خبرات أكبر في الحياة ستجد أن قدرتك على التحمل تزداد مع كل موقف تمر به.
• تخلص من المشاعر السامة, لا تسمح بمشاعر الحقد والإنتقام بأن تتملك منك فهي مدمرة لك قبل غيرك
• اتخذ قرارات جديدة, لا تحاول أن تكرر نفس الخطأ وجرب طرقا جديدة وابتعد عن ما يغضبك
• كن منصتاً فعالاً, الإنصات فن لا يتقنه الكثير من الناس ولكن إبداء الإنصات إلى الغير سيجعلهم يتقبلوك حتى لو كانت الجلسة الأولى بينكم.
• تمسك بقوتك, ضع خطوطا واضحة للغير لا يمكن تجاوزها, ودافع عنها بكل طاقتك في هدوء, كن واضحا في ذلك من البداية مع أي شخص يضاف لقائمة معارفك.
• اصنع حياة ساحرة.

التحكم في الغضب من خلال النسيان

لتنعم بشخصية قادرة على التحكم في الغضب وإدارته عليك أن تحدد مخاوفك وتفهمها جيدا وتسيطر عليها، حاول مواجهة ما يخيفك واصنع سيناريوهات للنتائج المتوقعة قبل المواجهة، بمعنى أنك إن كنت تشعر بالقلق من الدخول في حوار معيّن قد يُشعرك بالغضب، حاول أن تسيطر على الموقف من خلال التحضير له مسبقًا. دوّن ملاحظات على مفكّرتك، وخطّط لما تريد أن تقوله بطريقة هادئة وعقلانية. من المستبعد أن تقع ضحية لمشاعر غضبك إن كنت قد تجهّزت سابقًا للموقف واستعنت بما كتبته من ملاحظات

وأعلم أن الماضي قد مضى ولا يمكن تغييره الآن  ولكن تستطيع أن تغير نظرتك إليه، فالإساءة إليك لن تمثل شيئاً إلا إذا ظللت تتذكرها، عبر عن مشاعرك تعبيراً مناسباً مبدعا، وتذكر أنك لازلت تستطيع السيطرة ما لم يصل غضبك إلى مرحلة الغليان

وتذكر أن لا أحد سيملي عليك مشاعرك إلا إذا سمحت له بملئها نيابة عنك.

وجه طاقة غضبك لما يستحق اغضب في وجه الظلم وعدم المساواة، ولكن طريقة إدارتك للغضب والسيطرة عليه وإعادة استخدام طاقته هي أحد أصعب الدروس التي ستتعلمها في الحياة.

تخيل دائما فوائد أن تكون هادئا ثابتا حتى في أصعب الظروف والمواقف، لن يستطيع أحدا التلاعب بك أو استدعاء غضبك عندما يريد, فلا تفقد أعصابك وتعط الفرصة للآخر أن يدرك أنك غير مسيطر على انفعالك وانه من السهل إغضابك، لا تتعجب يا صديقي إن الأمور تسير هكذا فهناك أناس متخصصون في إغضاب من حولهم لجني أرباح سريعة من سوء تصرفك فلا تسمح بذلك أبدا واظهر دائما الجانب الهادئ هذا سيحافظ على صورتك أمام الأخرين ستكون الشخص المتزن الواثق الذي يرغب الناس في مصادقته وتواجده معهم في أغلب أوقاتهم، والشخص الهادئ هو أقدر على أخذ حقوقه.

معرفة الذات هي البداية لتقويمها والتحكم في الغضب ” مثل إسباني “،عدم السيطرة على الغضب هو أحد أهم الأسباب التي تفتح الجراح العاطفية القديمة الدفينة التي تختزنها نفوسنا ولا نفصح عنها، لذلك فإذا كان لديك الاستعداد لأن تفقد هدوئك، فلا بد أن تداوي هذه الجراح أولا بأول.
أو كما تقول لويس كارول بأن الملك مضى يقول لن أنسى أبداً آلامي ومخاوفي في تلك اللحظة، قالت الملكة سوف تنسى، ولكن إذا لم تحفظ هذه الذكرى حية في ذهنك.

الرضا بالواقع وعدم التذمر

من أعظم الأمور التي ستجعلك قادرا على السيطرة و التحكم في الغضب هي الرضا بالواقع وفهم ما قاله السابقون عن أن هناك أشياء لا يمكن تغييرها ويجب تقبلها والرضا بها لأن مهما غضبت أو تذمرت لن يتغير في الأمر شيئا
كل متوقع أت ولا يستطيع إنجاز الأمور إلا من يؤمن أنه قادر على ذلك, ويفشل من يؤمن بعجزه أمامها، فالإنسان هو ما يعتقد. نحن جميعا نملك عادات غريبة، ولكن لا ندرك ذلك
وكما يقول جوته بأنه أول ما نلمحه في الأشخاص المتميزين هو قدرتهم على أن يضعوا لأنفسهم حدوداً. فلأجلك أحافظ على هدوئي، يتعين عليّ أن أتقبل الأشياء التي لا يمكن تغييرها، وأن تكون لدي الشجاعة لكي أغير الأشياء التي أريد تغييرها، وأن تكون لدي الحكمة التي أستطيع أن أفرق بها بين الحالتين. وكما يقول الجنرال برادلي بأن الشجاعة هي القدرة على العمل كما ينبغي والأداء بطريقة صحيحة، حتى عندما يبلغ الخوف بنا مبلغه. فلا تغضب وأدر موقفك الإيجابي.